، والتأويل في كلام كثير من المفسرين ونحوه ، يريدون [ ص: 254 ] به تفسير الكلام وبيان معناه ، سواء وافق ظاهره أو خالف ، وهذا اصطلاح معروف . وهذا التأويل كالتفسير ، يحمد حقه ، ويرد باطله - وقوله تعالى : كابن جرير وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ( آل عمران : 7 ) ، الآية - فيها قراءتان . قراءة من يقف على قوله إلا الله ، وقراءة من لا يقف عندها ، وكلتا القراءتين حق . ويراد بالأولى المتشابه في نفسه الذي استأثر الله بعلم تأويله . ويراد بالثانية المتشابه الإضافي الذي يعرف الراسخون تفسيره ، وهو تأويله . ولا يريد من وقف على قوله إلا الله أن يكون التأويل بمعنى التفسير للمعنى ، فإن لازم هذا أن يكون الله أنزل على رسوله كلاما لا يعلم معناه جميع الأمة ولا الرسول ، ويكون الراسخون في العلم لا حظ لهم في معرفة معناها سوى قولهم : آمنا به كل من عند ربنا ( آل عمران : 77 ) . وهذا القدر يقوله غير الراسخ في العلم من المؤمنين ، والراسخون في العلم يجب امتيازهم عن عوام المؤمنين في ذلك . وقد قال رضي الله عنهما : أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله . ولقد صدق رضي الله عنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له وقال : ابن عباس . رواه اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل وغيره . ودعاؤه [ ص: 255 ] صلى الله عليه وسلم لا يرد . قال البخاري مجاهد : عرضت المصحف على ، من أوله إلى آخره ، أقفه عند كل آية وأسأله عنها . وقد تواترت النقول عنه أنه تكلم في جميع معاني القرآن ، ولم يقل عن آية : إنها من المتشابه الذي لا يعلم أحد تأويله إلا الله . ابن عباس
وقول الأصحاب رحمهم الله في الأصول : إن المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور ، ويروى هذا عن . مع أن هذه الحروف قد تكلم في معناها أكثر الناس ، فإن كان معناها معروفا ، فقد عرف معنى المتشابه ، وإن لم يكن معروفا ، وهي المتشابه ، كان ما سواها معلوم المعنى ، وهذا المطلوب . ابن عباس
وأيضا فإن الله قال : منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ( آل عمران : 7 ) . وهذه الحروف ليست آيات عند جمهور العادين .