وأيضا : فإنه قد يعفى لصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=30526_28852فاعل السيئات تسقط عنه عقوبة جهنم بنحو عشرة أسباب ، عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة :
السبب الأول : التوبة ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إلا من تاب [ مريم : 60 ، والفرقان 70 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=160إلا الذين تابوا [ البقرة : 160 ] . والتوبة النصوح ، وهي الخالصة ، لا يختص بها ذنب دون ذنب ، لكن هل تتوقف صحتها على أن تكون عامة ؟ حتى لو تاب من ذنب وأصر على آخر لا تقبل ؟ والصحيح أنها تقبل . وهل يجب الإسلام ما قبله من الشرك وغيره من الذنوب وإن لم يتب منها ؟ أم لا بد مع الإسلام من التوبة من غير الشرك ؟ حتى لو
nindex.php?page=treesubj&link=10020_19715أسلم وهو مصر على الزنا وشرب الخمر مثلا ، هل يؤاخذ بما كان منه في كفره من الزنا وشرب الخمر ؟ أم لا بد أن يتوب من ذلك الذنب مع إسلامه ؟ أو يتوب توبة عامة من كل ذنب ؟ وهذا هو الأصح : أنه لا بد من التوبة مع الإسلام ، وكون
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19729_28852التوبة سببا لغفران الذنوب وعدم المؤاخذة بها - مما لا خلاف فيه بين الأمة ، وليس شيء
[ ص: 452 ] يكون سببا لغفران جميع الذنوب إلا التوبة ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [ الزمر : 53 ] وهذا لمن تاب ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لا تقنطوا وقال بعدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم الآية [ الزمر : 54 ] .
السبب الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=20011_20015الاستغفار ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون [ الأنفال : 33 ] . لكن الاستغفار تارة يذكر وحده ، وتارة يقرن بالتوبة ، فإن ذكر وحده دخل معه التوبة ، كما إذا ذكرت التوبة وحدها شملت الاستغفار . فالتوبة تتضمن الاستغفار ،
nindex.php?page=treesubj&link=20022والاستغفار يتضمن التوبة ، وكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق ، وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى ، فالاستغفار : طلب وقاية شر ما مضى ، والتوبة : الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله . ونظير هذا :
nindex.php?page=treesubj&link=3138_3133_3140الفقير والمسكين ، إذا ذكر أحد اللفظين شمل الآخر ، وإذا ذكرا معا كان لكل منهما معنى . قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89إطعام عشرة مساكين [ المائدة : 89 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فإطعام ستين مسكينا [ المجادلة : 4 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=271وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [ البقرة : 271 ] . لا خلاف أن كل واحد من الاسمين في هذه الآيات لما أفرد شمل المقل والمعدم ، ولما قرن أحدهما بالآخر في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء والمساكين الآية [ التوبة : 60 ] - : كان المراد بأحدهما المقل ، والآخر المعدم ، على خلاف فيه .
[ ص: 453 ] وكذلك : الإثم والعدوان ، والبر والتقوى ، والفسوق والعصيان . ويقرب من هذا المعنى : الكفر والنفاق ، فإن الكفر أعم ، فإذا ذكر الكفر شمل النفاق ، وإن ذكرا معا كان لكل منهما معنى . وكذلك الإيمان والإسلام ، على ما يأتي الكلام فيه ، إن شاء الله تعالى .
السبب الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=28852الحسنات : فإن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها ، فالويل لمن غلبت آحاده أعشاره وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إن الحسنات يذهبن السيئات [ هود : 114 ] . وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964378وأتبع السيئة الحسنة تمحها .
السبب الرابع :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_19585المصائب الدنيوية قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964379ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ، ولا غم ولا هم ولا حزن ، حتى الشوكة يشاكها - إلا كفر بها من خطاياه . وفي المسند : أنه لما نزل قوله تعالى :
[ ص: 454 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به [ النساء : 123 ] -
nindex.php?page=hadith&LINKID=964380قال أبو بكر : يا رسول الله ، نزلت قاصمة الظهر ، وأينا لم يعمل سوءا ؟ فقال : يا أبا بكر ، ألست تنصب ؟ ألست تحزن ؟ ألست يصيبك اللأواء ؟ فذلك ما تجزون به . فالمصائب نفسها ، مكفرة ، وبالصبر عليها يثاب العبد ، وبالتسخط يأثم . فالصبر والتسخط أمر آخر غير المصيبة ، فالمصيبة من فعل الله لا من فعل العبد ، وهي جزاء من الله للعبد على ذنبه ، ويكفر ذنبه بها ، وإنما يثاب المرء ويأثم على فعله ، والصبر والسخط من فعله ، وإن كان الثواب والأجر قد يحصل بغير عمل من العبد ، بل هدية من الغير ، أو فضلا من الله من غير سبب ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40ويؤت من لدنه أجرا عظيما [ النساء : 40 ] . فنفس المرض جزاء وكفارة لما تقدم .
[ ص: 455 ] وكثيرا ما يفهم من الأجر غفران الذنوب ، وليس ذلك مدلوله ، وإنما يكون من لازمه .
السبب الخامس : عذاب القبر . ويأتي الكلام عليه ، إن شاء الله تعالى .
السبب السادس :
nindex.php?page=treesubj&link=19734_33179_20011_20015_28852دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات .
السبب السابع :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_27022_27019_27024ما يهدى إليه بعد الموت من ثواب صدقة أو قراءة أو حج ، ونحو ذلك ، وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى .
السبب الثامن :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_30296أهوال يوم القيامة وشدائده .
السبب التاسع : ما ثبت في ( ( الصحيحين ) ) :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964381أن nindex.php?page=treesubj&link=30368_30369_30370_28852المؤمنين إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة .
السبب العاشر :
nindex.php?page=treesubj&link=18082_28852شفاعة الشافعين ، كما تقدم عند ذكر الشفاعة وأقسامها .
السبب الحادي عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28852عفو أرحم الراحمين للذنوب من غير شفاعة ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 4 8 ، و 116 ] . فإن كان ممن لم يشأ الله أن يغفر له لعظم جرمه ، فلا بد من دخوله إلى الكير ، ليخلص طيب إيمانه من خبث معاصيه ، فلا يبقى في النار من في
[ ص: 456 ] قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، بل من قال : لا إله إلا الله ، كما تقدم من حديث
أنس رضي الله عنه .
وإذا كان الأمر كذلك ، امتنع القطع لأحد معين من الأمة ، غير من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ولكن نرجو للمحسنين ، ونخاف عليهم .
وَأَيْضًا : فَإِنَّهُ قَدْ يُعْفَى لِصَاحِبِ الْإِحْسَانِ الْعَظِيمِ مَا لَا يُعْفَى لِغَيْرِهِ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30526_28852فَاعِلَ السَّيِّئَاتِ تَسْقُطُ عَنْهُ عُقُوبَةُ جَهَنَّمَ بِنَحْوِ عَشَرَةِ أَسْبَابٍ ، عُرِفَتْ بِالِاسْتِقْرَاءِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ :
السَّبَبُ الْأَوَّلُ : التَّوْبَةُ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إِلَّا مَنْ تَابَ [ مَرْيَمَ : 60 ، وَالْفُرْقَانِ 70 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=160إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا [ الْبَقَرَةِ : 160 ] . وَالتَّوْبَةُ النَّصُوحُ ، وَهِيَ الْخَالِصَةُ ، لَا يَخْتَصُّ بِهَا ذَنْبٌ دُونَ ذَنْبٍ ، لَكِنْ هَلْ تَتَوَقَّفُ صِحَّتُهَا عَلَى أَنْ تَكُونَ عَامَّةً ؟ حَتَّى لَوْ تَابَ مِنْ ذَنْبٍ وَأَصَرَّ عَلَى آخَرَ لَا تُقْبَلُ ؟ وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا تُقْبَلُ . وَهَلْ يَجُبُّ الْإِسْلَامُ مَا قَبْلَهُ مِنَ الشِّرْكِ وَغَيْرِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَإِنْ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا ؟ أَمْ لَا بُدَّ مَعَ الْإِسْلَامِ مِنَ التَّوْبَةِ مِنْ غَيْرِ الشِّرْكِ ؟ حَتَّى لَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=10020_19715أَسْلَمَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى الزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ مَثَلًا ، هَلْ يُؤَاخَذُ بِمَا كَانَ مِنْهُ فِي كُفْرِهِ مِنَ الزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ ؟ أَمْ لَا بُدَّ أَنْ يَتُوبَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ مَعَ إِسْلَامِهِ ؟ أَوْ يَتُوبَ تَوْبَةً عَامَّةً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ؟ وَهَذَا هُوَ الْأَصَحُّ : أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ التَّوْبَةِ مَعَ الْإِسْلَامِ ، وَكَوْنُ
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19729_28852التَّوْبَةِ سَبَبًا لِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ وَعَدَمِ الْمُؤَاخَذَةِ بِهَا - مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ الْأُمَّةِ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ
[ ص: 452 ] يَكُونُ سَبَبًا لِغُفْرَانِ جَمِيعِ الذُّنُوبِ إِلَّا التَّوْبَةَ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ الزُّمَرِ : 53 ] وَهَذَا لِمَنْ تَابَ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53لَا تَقْنَطُوا وَقَالَ بَعْدَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ الْآيَةَ [ الزُّمَرِ : 54 ] .
السَّبَبُ الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=20011_20015الِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ الْأَنْفَالِ : 33 ] . لَكِنَّ الِاسْتِغْفَارَ تَارَةً يُذْكَرُ وَحْدَهُ ، وَتَارَةً يُقْرَنُ بِالتَّوْبَةِ ، فَإِنْ ذُكِرَ وَحْدَهُ دَخَلَ مَعَهُ التَّوْبَةُ ، كَمَا إِذَا ذُكِرَتِ التَّوْبَةُ وَحْدَهَا شَمَلَتْ الِاسْتِغْفَارَ . فَالتَّوْبَةُ تَتَضَمَّنُ الِاسْتِغْفَارَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=20022وَالِاسْتِغْفَارُ يَتَضَمَّنُ التَّوْبَةَ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْآخَرِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ ، وَأَمَّا عِنْدُ اقْتِرَانِ إِحْدَى اللَّفْظَتَيْنِ بِالْأُخْرَى ، فَالِاسْتِغْفَارُ : طَلَبُ وِقَايَةِ شَرِّ مَا مَضَى ، وَالتَّوْبَةُ : الرُّجُوعُ وَطَلَبُ وِقَايَةِ شَرِّ مَا يَخَافُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِهِ . وَنَظِيرُ هَذَا :
nindex.php?page=treesubj&link=3138_3133_3140الْفَقِيرُ وَالْمِسْكِينُ ، إِذَا ذُكِرَ أَحَدُ اللَّفْظَيْنِ شَمِلَ الْآخَرَ ، وَإِذَا ذُكِرَا مَعًا كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا مَعْنًى . قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ [ الْمَائِدَةِ : 89 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا [ الْمُجَادَلَةِ : 4 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=271وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [ الْبَقَرَةِ : 271 ] . لَا خِلَافَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الِاسْمَيْنِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لَمَّا أُفْرِدَ شَمِلَ الْمُقِلَّ وَالْمُعْدِمَ ، وَلَمَّا قُرِنَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ الْآيَةَ [ التَّوْبَةِ : 60 ] - : كَانَ الْمُرَادُ بِأَحَدِهِمَا الْمُقِلَّ ، وَالْآخَرِ الْمُعْدِمَ ، عَلَى خِلَافٍ فِيهِ .
[ ص: 453 ] وَكَذَلِكَ : الْإِثْمُ وَالْعُدْوَانُ ، وَالْبِرُّ وَالتَّقْوَى ، وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ . وَيَقْرُبُ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى : الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ ، فَإِنَّ الْكُفْرَ أَعَمُّ ، فَإِذَا ذُكِرَ الْكُفْرُ شَمِلَ النِّفَاقَ ، وَإِنْ ذُكِرَا مَعًا كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا مَعْنًى . وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ ، عَلَى مَا يَأْتِي الْكَلَامُ فِيهِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
السَّبَبُ الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28852الْحَسَنَاتُ : فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا ، فَالْوَيْلُ لِمَنْ غَلَبَتْ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [ هُودٍ : 114 ] . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964378وَأَتْبَعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا .
السَّبَبُ الرَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_19585الْمَصَائِبُ الدُّنْيَوِيَّةُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964379مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ ، وَلَا غَمٍّ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا - إِلَّا كُفِّرَ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ . وَفِي الْمُسْنَدِ : أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
[ ص: 454 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [ النِّسَاءِ : 123 ] -
nindex.php?page=hadith&LINKID=964380قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَزَلَتْ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ ، وَأَيُّنَا لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا ؟ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ ؟ أَلَسْتَ يُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ ؟ فَذَلِكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ . فَالْمَصَائِبُ نَفْسُهَا ، مُكَفِّرَةٌ ، وَبِالصَّبْرِ عَلَيْهَا يُثَابُ الْعَبْدُ ، وَبِالتَّسَخُّطِ يَأْثَمُ . فَالصَّبْرُ وَالتَّسَخُّطُ أَمْرٌ آخَرُ غَيْرُ الْمُصِيبَةِ ، فَالْمُصِيبَةُ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ لَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ ، وَهِيَ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ لِلْعَبْدِ عَلَى ذَنْبِهِ ، وَيُكَفِّرُ ذَنْبَهُ بِهَا ، وَإِنَّمَا يُثَابُ الْمَرْءُ وَيَأْثَمُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَالصَّبْرُ وَالسُّخْطُ مِنْ فِعْلِهِ ، وَإِنْ كَانَ الثَّوَابُ وَالْأَجْرُ قَدْ يَحْصُلُ بِغَيْرِ عَمَلٍ مِنَ الْعَبْدِ ، بَلْ هَدِيَّةٌ مِنَ الْغَيْرِ ، أَوْ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [ النِّسَاءِ : 40 ] . فَنَفْسُ الْمَرَضِ جَزَاءٌ وَكَفَّارَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ .
[ ص: 455 ] وَكَثِيرًا مَا يُفْهَمُ مِنَ الْأَجْرِ غُفْرَانُ الذُّنُوبِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَدْلُولَهُ ، وَإِنَّمَا يَكُونُ مِنْ لَازِمِهِ .
السَّبَبُ الْخَامِسُ : عَذَابُ الْقَبْرِ . وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
السَّبَبُ السَّادِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19734_33179_20011_20015_28852دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِغْفَارُهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ .
السَّبَبُ السَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_27022_27019_27024مَا يُهْدَى إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ ثَوَابِ صَدَقَةٍ أَوْ قِرَاءَةٍ أَوْ حَجٍّ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
السَّبَبُ الثَّامِنُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28852_30296أَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدُهُ .
السَّبَبُ التَّاسِعُ : مَا ثَبَتَ فِي ( ( الصَّحِيحَيْنِ ) ) :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964381أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=30368_30369_30370_28852الْمُؤْمِنِينَ إِذَا عَبَرُوا الصِّرَاطَ وُقِفُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ، فَإِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ .
السَّبَبُ الْعَاشِرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18082_28852شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ، كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ وَأَقْسَامِهَا .
السَّبَبُ الْحَادِي عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28852عَفْوُ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ لِلذُّنُوبِ مِنْ غَيْرِ شَفَاعَةٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ النِّسَاءِ : 4 8 ، وَ 116 ] . فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ لِعِظَمِ جُرْمِهِ ، فَلَا بُدَّ مِنْ دُخُولِهِ إِلَى الْكِيرِ ، لِيَخْلُصَ طِيبُ إِيمَانِهِ مِنْ خَبَثِ مَعَاصِيهِ ، فَلَا يَبْقَى فِي النَّارِ مَنْ فِي
[ ص: 456 ] قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، بَلْ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، امْتَنَعَ الْقَطْعُ لِأَحَدٍ مُعَيَّنٍ مِنَ الْأُمَّةِ ، غَيْرَ مَنْ شَهِدَ لَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ ، وَلَكِنْ نَرْجُو لِلْمُحْسِنِينَ ، وَنَخَافُ عَلَيْهِمْ .