فهذا كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذه سنة الرسول ، وهذا كلام خير القرون بعد الرسول ، وسادات العارفين من الأئمة ، هل جاء ذكر الفناء فيها ، وهذا التقسيم عن أحد منهم ؟ وإنما حصل هذا من زيادة الغلو في الدين ، المشبه لغلو الخوارج ، بل لغلو النصارى في دينهم . وقد ذم الله تعالى ونهى عنه ، فقال : الغلو في الدين ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ( النساء : 171 ) . قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ( المائدة : 77 ) . وقال صلى الله عليه وسلم : رواه لا تشددوا فيشدد الله عليكم ، فإن من كان قبلكم شددوا فشدد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات ، رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم أبو داود .