فقد دل الكتاب والسنة على وأنه يتعلمه الوافد ثم يولي في وقته . واختلاف تعليم النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الألفاظ بحسب من يتعلم ، فإن كان بعيد الوطن ، ظهور دين الإسلام ، وسهولة تعلمه ، كضمام بن ثعلبة النجدي ، ووفد عبد القيس ، علمهم ما لا يسعهم جهله ، مع علمه أن دينه سينتشر في الآفاق ، ويرسل إليهم من يفقههم في سائر [ ص: 788 ] ما يحتاجون إليه ، ومن كان قريب الوطن يمكنه الإتيان كل وقت ، بحيث يتعلم على التدريج ، أو كان قد علم فيه أنه قد عرف ما لا بد منه - أجابه بحسب حاله وحاجته ، على ما تدل قرينة حال السائل ، كقوله : . قل آمنت بالله ثم استقم
وأما من شرع دينا لم يأذن به الله ، فمعلوم أن أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكون منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره من المرسلين ، إذ هو باطل ، وملزوم الباطل باطل ، كما أن لازم الحق حق .