الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [4070] وعن حنظلة بن أبي سفيان ، سمعت سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدعو على صفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، والحارث بن هشام ، فنزلت: ليس لك من الأمر شيء ...الآية   .

                                                                                                                                                                                          قلت: ذكر الشيخ عماد الدين بن كثير في تفسيره، أن حديث حنظلة معلق مع إرساله.

                                                                                                                                                                                          وليس كذلك، بل قوله عن حنظلة معطوف على حديث معمر ، عن الزهري ، والقائل: "وعن حنظلة" هو ابن المبارك ، وبهذا جزم الحافظ المزي في المراسيل، فعلم عليه علامة الموصول لا المعلق.

                                                                                                                                                                                          وقال الإسماعيلي بعد أن أخرجه من حديث عبد الرزاق ، وعبد الله بن المبارك جميعا، عن معمر ، زاد البخاري: وعن حنظلة ، سمعت سالما أورده، معطوفا على حديث ابن المبارك ، عن معمر. هذا كلام الإسماعيلي ، هو ظاهر صنيع البيهقي أيضا، فإنه أخرجه من رواية ابن المبارك ، عن معمر ، ثم قال بعده: رواه البخاري ، عن يحيى ، عن عبد الله. وزاد: وعن حنظلة فذكره، ثم ساق سنده إلى البخاري ، (قال).

                                                                                                                                                                                          ثنا يحيى ، ثنا عبد الله ، قال: فذكره فاقتضى أنه يرى أنه معطوف على حديث عبد الله ، عن معمر. أفاد ذلك شيخنا شيخ الإسلام في حواشي الأطراف للمزي.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 110 ] وقد رواه أحمد في مسنده، والنسائي في التفسير، والإسماعيلي ، وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريق عن عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، ولم يذكروا طريق حنظلة ، فإما أنها لم تقع لهم، وإما تركوها عمدا لأنها مرسلة.

                                                                                                                                                                                          وقد وصلها - بذكر أسماء المذكورين، عن سالم ، عن أبيه - ابن أخيه عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر. أخرجه أحمد من طريقه وإسناده حسن، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية