الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله فيه: عقب حديث [4623] صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، قال: البحيرة التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم، لا يحمل عليها شيء، قال وقال: أبو هريرة ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب. والوصيلة الناقة البكر... الحديث".

                                                                                                                                                                                          وقال أبو اليمان: أنا شعيب ، عن الزهري ، سمعت سعيدا يخبره بهذا، قال: وقال أبو هريرة: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، نحوه. ورواه ابن الهاد ، عن ابن شهاب ، عن [ ص: 207 ] سعيد ، عن أبي هريرة [رضي الله عنه] سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          أما حديث أبي اليمان ، فأسنده المؤلف في "الفضائل"، قال: ثنا أبو اليمان ، فذكره.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث ابن الهاد ، فقرأته على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة ، أن الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ، أخبرهم: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني ، أن الحسن بن أحمد [الحداد] ، أخبرهم: أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد [أبو نعيم] ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا مطلب بن شعيب ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أول من سيب السوائب، وبحر البحيرة، وغير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن حندف، وهو أبو خزاعة.

                                                                                                                                                                                          رواه أبو بكر بن أبي عاصم ، في كتاب الأوائل، عن أبي مسعود الرازي ، وعبيد الله بن فضالة النسائي ، كلاهما عن أبي صالح ، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو عوانة في صحيحه: عن محمد بن عبيد الله (بن) المنادي ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا الليث به نحوه، ولفظه: "رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب".

                                                                                                                                                                                          وقال البيهقي: أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر الرزاز ، ثنا محمد بن عبيد الله ، هو ابن المنادي ، ثنا يونس بن محمد ، مثله.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 208 ] وهكذا رواه أبو سلمة الخزاعي ، ويحيى بن بكير ، وشعيب بن الليث ، وغير واحد عن الليث ، مقتصرا على المرفوع فقط.

                                                                                                                                                                                          ورواه خالد بن حميد المهدي ، عن ابن الهاد ، فأدرج كلام سعيد بن المسيب في الحديث.

                                                                                                                                                                                          قال ابن مردويه في تفسيره: ثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم ، ثنا أبو حفص عمر بن حفص الوصابي ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا خالد بن حميد المهري ، عن ابن الهاد الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب.  والسائبة التي كانت تسيب فلا يحمل عليها شيء، والبحيرة التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس. والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني ثانيا، فكانوا يسمونها للطواغيت".

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية