الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          من [25] الفرقان

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: هباء منثورا : ما تسفي به الريح. مد الظل : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. ساكنا : دائما. عليه دليلا : طلوع الشمس. خلفة : من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل.

                                                                                                                                                                                          (قال ابن جرير: ثنا القاسم ، ثنا الحسين ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قوله هباء منثورا قال: ما يسفي الريح ويبثه).

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: هباء منثورا ، يقول: الماء المهراق.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله مد الظل ، يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله ولو شاء لجعله ساكنا ، يقول: دائما.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ، يقول: طلوع الشمس.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 271 ] وبه، في قوله جعل الليل والنهار خلفة ، يقول: من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار، أو من النهار أدركه بالليل.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال الحسن: هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين في طاعة الله،  وما شيء أقر لعين المؤمن [من] أن يرى حبيبه في طاعة الله، وقال ابن عباس: "ثبورا" ويلا.

                                                                                                                                                                                          أما قول الحسن ، فقال سعيد بن منصور في السنن: ثنا جرير بن جابر ، سمعت الحسن ، وسأله رجل، عن قوله هب لنا من أزواجنا ما القرة الأعين؟، أفي الدنيا أم في الآخرة؟. فقال: بل في الدنيا، هي والله أن يرى العبد من ولده طاعة الله، لا والله ما من شيء أحب إلى المرء المسلم أن يرى والده أو ولده، أو حميمه في طاعة الله.

                                                                                                                                                                                          رواه ابن المبارك في البر والصلة عن حزام، عن الحسن مثله. وسمى السائل كثير بن زياد.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية ابن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: ثبورا يقول: ويلا.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 272 ] قوله فيه: وقال مجاهد: عتوا طغوا. وقال ابن عيينة: عاتية عتت على الخزان.

                                                                                                                                                                                          أما قول مجاهد فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله فلما عتوا قال: طغوا.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عيينة ، فتقدم في أحاديث الأنبياء.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية