الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال أبو الزبير عن جابر: أهللنا من البطحاء. وقال عبيد بن جريج، لابن عمر رضي الله عنهما : رأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال، ولم تهل أنت حتى يوم التروية... الحديث.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 82 ] وقال عبد الملك، عن عطاء، عن جابر [رضي الله عنه] : قدمنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأحللنا حتى (كان) يوم التروية، وجعلنا مكة بظهر لبينا بالحج.  

                                                                                                                                                                                          أما حديث أبي الزبير، فقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، ح وقرأته عاليا على أبي الفرج بن الغزي بالإسناد الآتي إلى أبي نعيم، قال: ثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم ، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابرا يخبر عن حجة النبي،  صلى الله عليه وسلم، قال: فأمرنا بعد ما طفنا أن نحل. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "فإذا أردتم أن تنطلقوا إلى منى فأهلوا، قال: فأهللنا من البطحاء".

                                                                                                                                                                                          رواه مسلم في صحيحه: عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، نحوه.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث عبيد بن جريج، فأسنده المصنف في اللباس في حديث طويل.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث عبد الملك عن عطاء، فإن كان ابن جريج فقد أسنده المصنف في [ ص: 83 ] (الحج) وغيره بمعناه من طريق حماد بن زيد، عنه في حديث طويل، وإن كان عبد الملك بن أبي سليمان، كما جزم به المزي في الأطراف، وهو الأصح، فأخبرنا به أبو الفرج بن الغزي، أنا أبو الحسن بن قريش، أنا أبو الفرج بن الصيقل، عن مسعود الجمال أن أبا علي الحداد، أخبره: أنا أبو نعيم ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا أبي، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر .

                                                                                                                                                                                          وبه إلى أبي نعيم، قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا يعلى، عن عبد الملك، عن عطاء، عن جابر ، قال: قدمنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، محرمين لأربع ليال مضين من ذي الحجة بالحج، فأمرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن نحل ونجعلها عمرة، فكبر ذلك علينا، وضاقت به صدورنا، فبلغ ذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس أحلوا فإنه لولا الهدي معي فعلت مثل ما تفعلون، قال: فأحللنا، ووطئنا النساء، وفعلنا ما يفعل الحلال حتى كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر، لبينا بالحج.

                                                                                                                                                                                          ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير، فوافقناه، بعلو.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية