الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [8] باب الربط بمكة والحبس في الحرم.  

                                                                                                                                                                                          واشترى نافع بن عبد الحارث دارا للسجن بمكة من صفوان بن أمية ، على أن عمر إن رضي فالبيع بيعه، وإن لم يرض فلصفوان أربعمائة دينار. وسجن ابن الزبير بمكة.

                                                                                                                                                                                          قرأت على مريم بنت أحمد، بمنزلها ظاهر القاهرة، عن يونس بن أبي إسحاق ، أن علي بن الحسين [بن المقير] ، أنبأه عن أبي الكرم الشهرزوري ، أنا عبد الله بن محمد [الصريفيني] ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، ثنا كثير بن عبيد ، ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عبد الرحمن بن فروخ. قال: اشترى نافع بن عبد الحارث من صفوان بن أمية دار السجن لعمر ، وهو عامله على مكة إن [ ص: 327 ] عمر رضي فالبيع له، وإن عمر لم يرض فلصفوان أربعمائة درهم. قال ابن عيينة: فهو سجن الناس اليوم بمكة.

                                                                                                                                                                                          رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن ابن عيينة مثله.

                                                                                                                                                                                          (رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، وابن عيينة ، وابن جريج ، ثلاثتهم عن عمرو ، وزاد في رواية ابن جريج أنها دار السجن).

                                                                                                                                                                                          ورواه البيهقي من حديث النعمان بن عبد السلام ، عن ابن عيينة نحوه.

                                                                                                                                                                                          وأما قصة الزبير ، فقال خليفة في تاريخه: حدثنا علي بن محمد ، عن شيخ من أهل المسجد، عن شيبة بن نصاح ، قال: وجه عمرو بن سعيد ، والي المدينة إلى ابن الزبير أنيس بن عمرو الأسلمي ، وعمرو بن الزبير في سبعمائة، فوجه ابن الزبير عبد الله بن صفوان ، فهزم أنيسا ، وأسر عمرو بن الزبير ، قال خليفة: فحبسه ابن الزبير إلى أن مات.

                                                                                                                                                                                          وروى العدوي في كتاب النسب من طريق ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال: قلت للحسن بن محمد بن الحنفية: كيف أفلت من حبس ابن الزبير؟ قال: أفلت ليلا فأخذت إلى أطراف الجبال، حتى لحقت بأبي.

                                                                                                                                                                                          وقال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني الحسن بن علي الخفاف ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، عن المدائني ، عن أبي بكر الهذلي ، قال: ثم بدا لابن الزبير ، فحبس ابن الحنفية في سجن عارم.

                                                                                                                                                                                          وقال أيضا: أخبرني يحيى بن عبد الله بن الجون ، بالرقة، حدثني الفيض بن عبد [ ص: 328 ] الملك ، عن أبيه، عن مسلم بن الوليد القرشي ، قال: لما ظهر عبد الله بن الزبير بالحجاز، دخل عليه أبو صخر الهذلي ليقبض عطاءه، فدار بينهما كلام، قال: فأمر به فحبس في سجن عارم مدة.

                                                                                                                                                                                          أنبأنا بذلك عبد الرحمن بن أحمد مشافهة، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن ناصر ، عن المبارك بن عبد الجبار ، عن أبي القاسم بن أبي علي التنوخي ، عن أبيه عنه.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية