الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1969 - حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي يحيى سليم بن عامر الخبائري، وحمزة بن حبيب، وأبي طلحة نعيم بن زياد، كل هؤلاء سمعه من أبي أمامة الباهلي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت عمرو بن عبسة السلمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ، فقلت: يا رسول الله من معك في هذا الأمر؟ قال: "معي رجلان أبو بكر وبلال" فأسلمت عند ذلك، فلقد رأيتني رابع الإسلام، قلت: يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال [ ص: 149 ] : "بل الحق بقومك فيوشك الله أن يفيء بهم إلى الإسلام" ثم أتيته قبيل فتح مكة، فسلمت عليه فقلت: يا رسول الله أنا عمرو بن عبسة، أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل، وعما ينفعني ولا يضرك، فقال: "يا عمرو بن عبسة إنك تريد أن تسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ممن ترى، ولن تسألني إن شاء الله عن شيء إلا أنبأتك به" فقلت: يا رسول الله هل ساعة أفضل من ساعة؟ وأقرب من أخرى أو ساعة تبقى ذكرها؟ قال: "نعم إن أقرب ما يكون العبد من الله جوف الليل الآخر،  فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فأفعل، فإن الصلاة مشهودة محضورة إلى طلوع الشمس، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وهي ساعة صلاة الكفار فدع الصلاة حتى ترتفع قيد رمح، ويذهب شعاعها، ثم الصلاة مشهودة محضورة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح لنصف النهار، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر، فدع الصلاة حتى يفيء الفيء، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وهي ساعة صلاة الكفار" فقلت: يا رسول الله هذا في هذا، فكيف الوضوء؟  فقال: "إنما الوضوء فإنك إذا توضأت وغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وبين أناملك، فإذا تمضمضت واستنشقت في منخريك وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين، ومسحت برأسك وغسلت رجليك إلى الكعبين خرت من عامة خطاياك، فإن أنت وضعت وجهك لله خرجت خطاياك كيوم [ ص: 150 ] ولدتك أمك" فقلت: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول؟ كل هذا يعطى في مجلس واحد، فقال: والله كبرت سني، ونأى أجلي، وما بي من فقر أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد سمعته أذناي ووعاه قلبي".

التالي السابق


الخدمات العلمية