ثم ذكر ما أصاب الناس بترك التوحيد، فقال: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين
ظهر الفساد يعني: قحط المطر وقلة النبات، في البر حيث لا يجري نهر، وهو البوادي، والبحر وهو كل قرية على ماء، قال : البحر ما كان من المدائن والقرى على شاطئ نهر. ابن عباس
بما كسبت أيدي الناس من المعاصي، يعني كفار مكة ، ليذيقهم الله بالجوع في السنين السبع، بعض الذي عملوا أي جزاءه، لعلهم يرجعون لكي يرجعوا من الكفر إلى الإيمان، وهذا كقوله: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين الآية.
وليس المراد بالبر والبحر في هذه الآية كل بر وبحر في الدنيا، وإنما المراد به حيث ظهر هناك [ ص: 436 ] القحط بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خوفهم، فقال: قل سيروا في الأرض مسافرين، فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل لتروا مساكنهم ومنازلهم خاوية، وقوله: كان أكثرهم مشركين أي: كانوا مشركين فأهلكوا بكفرهم.