لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
قوله: لقد من الله على المؤمنين أي: أنعم عليهم وأحسن إليهم، إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم هذا خاص للعرب; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من العرب، ولم يكن حي من أحياء العرب إلا وقد ولده وله فيهم نسب، غير بني تغلب، لأنهم كانوا نصارى، فطهره الله منهم.
ومعنى من أنفسهم من نسبهم، قال يريد: من نسبهم، وهو من ولد إسماعيل. ابن عباس:
وهذا قول رضي الله عنها; لأنها قالت: هذا للعرب خاصة. عائشة
وقال آخرون: المراد به المؤمنون كلهم، ومعنى من أنفسهم: أنه واحد منهم يعرفونه ويعرفون نسبه، وليس بملك ولا أحد من غير بني آدم.
وهذا القول اختيار قال: لو كانت المنة فيه أنه من العرب لكان العجم لا منة عليهم، ولكن المنة فيه أنه قد خبر أمره وشأنه، وعلم صدقه بعد أن علموا أنه كان واحدا منهم، فكان أيسر عليهم معرفة أحواله من الصدق والأمانة. الزجاج،
[ ص: 517 ] وقوله تعالى: وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين أي: وما كانوا من قبل محمد إلا في ضلالة، كقوله: وإن كنتم من قبله لمن الظالمين.