فلا تك يا محمد في مرية في شك مما يعبد أي: من حال ما يعبد هؤلاء في أنها لا تضر ولا تنفع ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم إلا كعبادة آبائهم من قبل يريد: أنهم على طريق التقليد يعبدون الأوثان كعبادة آبائهم وإنا لموفوهم نصيبهم من العذاب غير منقوص لا ينقصهم من عذاب آبائهم، قال ابن عباس: يريد: ما وعدوا من خير وشر.
وقال أبو العالية: يعني من الرزق.
ثم عزى نبيه فقال: ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه أي: إن كذبوا بالكتاب الذي آتيناك فقد كذب من قبلهم بالكتاب الذي آتينا موسى، ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم قال ابن عباس: يريد إني أي أخرت أمتك إلى يوم القيامة، ولولا ذلك لعجلت عقاب من كذبك.
وإنهم لفي شك منه أي: من القرآن مريب موقع للريبة.
قوله: وإن كلا لما ليوفينهم قرأ أبو عمر، والكسائي، إن وشددت النون، لما خفيفة، واللام في لما: لام التأكيد دخلت في خبر إن، واللام في ليوفينهم اللام التي يتلقى بها القسم كما تقول: والله لأفعلن.
والتقدير: والله ليوفينهم، دخلت ما للفصل بين اللامين، وقرأ ابن كثير: وإن بالتخفيف وكذلك لما، قال سيبويه: حدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: إن عمرا لمنطلق.
فيخففون إن ويعملونها، وأنشد:
ووجه حسن النحر كأن ثدييه حقان
ومن قرأ: لما مشددة كانت بمعنى: إلا، كما تقول: سألتك لما فعلت، وإلا فعلت.ومثله: إن كل نفس لما عليها حافظ معناه: إلا، معنى ليوفينهم ربك أعمالهم أي: جزاء أعمالهم، أخبر الله تعالى أنه يوفي العباد جزاء أعمالهم إنه بما يعملون خبير قال ابن عباس: خبير بطاعة أوليائه، وبمعصية أعدائه.


