وقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أبي بن كعب: المدينة آوتهم الأنصار ومنهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا مع السلاح، ولا يصبحون إلا فيه، فقالوا: أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله، فنزلت هذه الآية.
وقوله: ليستخلفنهم أي: ليجعلنهم يخلفون من قبلهم، والمعنى: ليورثنهم أرض الكفار من العرب والعجم فيجعلهم ملوكها وساستها وسكانها.
وقوله: كما استخلف الذين من قبلهم قال يعني بني إسرائيل إذا أهلت الجبابرة بمصر [ ص: 327 ] وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم. مقاتل:
وروى استخلف بضم التاء وكسر اللام، ووجهه أنه أريد به ما أريد باستخلف، وإذا كان المعنى كذلك، فالوجه قراءة العامة. أبو بكر بن عياش
قوله: وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم قال يوسع لهم في البلاد حتى يملكوها، ويظهر دينهم على جميع الأديان. ابن عباس:
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا قال يفعل بهم ذلك وبمن كان بعدهم من هذه الأمة مكن لهم الأرض، وأبدلهم أمنا من بعد خوف، وبسط لهم في الأرض، فقد أنجز الله موعده لهم، وقوله: مقاتل: يعبدونني لا يشركون بي شيئا استئناف كلام في الثناء عليهم، ومن كفر بعد ذلك يعني بهذه النعم، وليس يعني الكفر بالله، والمعنى: من جحد حق هذه النعم فأولئك هم الفاسقون قال العاصون لله. ابن عباس:
قال المفسرون: عثمان رضي الله عنه، فلما قتلوه غير الله ما بهم، وأدخل عليهم الخوف الذي رفعه عنهم حتى صاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا متحابين. وأول من كفر بهذه النعم وجحد حقها الذين قتلوا