الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون  إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور  

خلقكم من نفس واحدة يعني آدم ، عليه السلام ثم جعل منها زوجها يعني حواء : وأنزل لكم من الأنعام يعني وجعل لكم من أمره مثل قوله في الأعراف : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يقول جعلنا ، ومثل قوله : وأنزلنا الحديد يقول : وجعلنا الحديد وأنزل لكم من الأنعام يعني الإبل والبقر والغنم ثمانية أزواج يعني أصناف ، يعني أربعة ذكور ، وأربعة إناث يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق يعني نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظما ، ثم الروح في ظلمات ثلاث يعني البطن والرحم والمشيمة التي يكون فيها الولد ، ثم قال : [ ص: 128 ] ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون يقول : فمن أين تعدلون عنه إلى غيره.

يقول لكفار مكة : إن تكفروا بتوحيد الله فإن الله غني عنكم عن عبادتكم ولا يرضى لعباده الكفر الذين قال عز وجل : عنهم لإبليس : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ، وإن تشكروا يعني توحدوا الله يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول : لا تحمل نفس خطيئة أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم في الآخرة فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور .

التالي السابق


الخدمات العلمية