قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد
قل إني أمرت أن أعبد الله وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على الذي أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد الله ، وملة جدك عبد المطلب ، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فأنزل الله تبارك وتعالى : قل يا محمد إني أمرت أن أعبد الله يعني أن أوحد الله مخلصا له الدين يعني له التوحيد.
وأمرت لأن أكون أول المسلمين يعني المخلصين بتوحيد الله عز وجل قل لهم إني أخاف إن عصيت ربي فرجعت إلى ملة آبائي عذاب يوم عظيم . قل لهم يا محمد الله أعبد مخلصا موحدا له ديني فاعبدوا أنتم ما شئتم من دونه من الآلهة ، ونزل فيهم أيضا : قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون قل يا محمد إن الخاسرين الذين خسروا يعني غبنوا أنفسهم فصاروا إلى النار وأهليهم يعني وخسروا أهليهم من الأزواج والخدم يوم القيامة ألا ذلك يعني هذا هو الخسران المبين يعني البين حين لم يوحدوا ربهم يعني وأهليهم في الدنيا.
ثم قال : لهم من فوقهم ظلل من النار يعني أطباق من النار فتلهب عليهم [ ص: 130 ] ومن تحتهم ظلل يعني مهادا من نار ذلك يقول : هذا الذي ذكر من ظلل النار يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون يعني فوحدون.
والذين اجتنبوا الطاغوت يعني الأوثان ، وهي مؤنثة أن يعبدوها وأنابوا إلى الله يعني ورجعوا من عبادة الأوثان إلى عبادة الله عز وجل ، فقال تعالى : لهم البشرى يعني الجنة فبشر عباد فبشر عبادي بالجنة.
ثم نعتهم ، فقال : الذين يستمعون القول يعني القرآن فيتبعون أحسنه يعني أحسن ما في القرآن من طاعة الله عز وجل ، ولا يتبعون المعاصي مثل قوله : واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم أي : من طاعته أولئك الذين هداهم الله لدينه وأولئك هم أولو الألباب يعني أهل اللب والعقل حين يستمعون فيتبعون أحسنه من أمره ونهيه ، يعني أحسن ما فيه من أمره ونهيه ، ولا يتبعون السوء الذي ذكره عن غيرهم .
أفمن حق عليه يعني وجب عليه كلمة العذاب يعني يوم قال لإبليس : لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ، أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا وحدوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف ثم نعت الغرف ، فقال : مبنية فيها تقديم تجري من تحتها تجري العيون من تحت الغرف ، يعني أسفل منها الأنهار وعد الله هذا الخير لا يخلف الله الميعاد ما وعدهم.