الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون  

ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، يعني ظلما، وذلك أن امرأ القيس بن عابس ، وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض، فكان امرؤ القيس المطلوب، وعبدان الطالب، فلم يكن لعبدان بينة، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " ، يعني عرضا يسيرا من الدنيا، إلى آخر الآية، فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف، ولم يخاصمه في أرضه، وحكمه فيها، فأنزل الله عز وجل: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ، يقول: لا يدلين أحدكم بخصومة في استحلال مال أخيه، وهو يعلم أنه مبطل،  فذلك قوله سبحانه: لتأكلوا فريقا ، يعني طائفة، من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون أنكم تدعون الباطل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم، فلعل بعضكم أعلم بحجته، فأقضي له وهو مبطل   ". ثم قال عليه السلام: " أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم، فإنما هي قطعة من نار جهنم أقطعها، فلا تأكلوها   ".

التالي السابق


الخدمات العلمية