لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها وذلك أن كفار العرب كانوا في الجاهلية إذا نحروا البدن عند زمزم أخذوا دماءها فنضحوها قبل الكعبة، وقالوا: اللهم تقبل منا، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله، عز وجل، لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم يقول: النحر هو تقوى منكم، فالتقوى هو الذي ينال الله ويرفعه إليه، فأما اللحوم والدماء فلا يرفعه إليه، كذلك سخرها لكم يعني البدن لتكبروا لتعظموا الله على ما هداكم لدينه وبشر المحسنين بالجنة فمن فعل ما ذكر الله في هذه الآيات فقد أحسن.
قوله عز وجل: إن الله يدافع كفار مكة عن الذين آمنوا بمكة ، هذا حين مكة قبل الهجرة حين آذوهم، فاستشاروا النبي صلى الله عليه وسلم في قتالهم في السر، فنهاهم الله [ ص: 385 ] عز وجل، ثم قال: أمر المؤمنين بالكف عن كفار إن الله لا يحب كل خوان يعني كل عاص كفور بتوحيد الله، عز وجل، يعني كفار مكة .