ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور
ألم تر أن الفلك السفن تجري في البحر بالرياح بنعمت الله يعني برحمة الله عز وجل ليريكم من آياته يعني من علاماته ، وأنتم فيهن ، يعني ما ترون من صنعه وعجائبه في البحر والابتغاء فيه الرزق والحلي إن في ذلك الذي ترون في البحر لآيات يعني لعبرة لكل صبار على أمر الله عز وجل عند البلاء في البحر شكور لله تعالى في نعمه حين أنجاه من أهوال البحر ، ثم قال عز وجل : وإذا غشيهم في البحر موج كالظلل يعني كالجبال دعوا الله مخلصين له يعني موحدين له الدين يقول : التوحيد فلما نجاهم من البحر إلى البر فمنهم مقتصد يعني عدل في وفاء العهد في البر ، فيما عاهد الله عز وجل عليه في البحر من [ ص: 25 ] التوحيد ، يعني المؤمن ، ثم ذكر المشرك الذي وحد الله في البحر حين دعاه مخلصا ، ثم ترك التوحيد في البر ونقض العهد ، فذلك قوله عز وجل : وما يجحد بآياتنا يعني ترك العهد إلا كل ختار يعني غدار بالعهد كفور لله عز وجل في نعمه في تركه التوحيد في البر.