يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا
يسألك الناس عن الساعة يعني القيامة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ، فسأله رجل عن الساعة ، فأوحى الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم : قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة [ ص: 56 ] يعني القيامة تكون قريبا . إن الله لعن الكافرين يعني كفار مكة وأعد لهم سعيرا يعني وقودا.
خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا يمنعهم ولا نصيرا يعني ولا مانعا يمنعهم من العذاب يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا يعني محمدا صلى الله عليه وسلم .
وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فهذا قول الأتباع من مشركي العرب من أهل مكة ، قالوا : ربنا إنا أطعنا سادتنا ، نزلت في اثني عشر رجلا وهم المطعمون يوم بدر فيهم أبو جهل بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، وكبراءنا ، يعني ذوي الأسنان منا في الكفر فأضلونا السبيلا يعني المطعمين في غزوة بدر والمستهزئين من قريش فأضلونا عن سبيل الهدى ، يعني التوحيد.
ثم قال الأتباع : ربنا آتهم ضعفين من العذاب يعنون القادة والرءوس من كفار قريش والعنهم لعنا كبيرا يعني عظيما ، يعني اللعن على أثر اللعن.