الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور  ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير  ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير  ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير  له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد  ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم  وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور  لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم  وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون  

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه يعني : مشركي العرب أنهم عوقبوا ؛ فقتلهم الله بجحودهم النبي وظلمهم إياه وأصحابه وبغيهم عليهم لينصرنه الله النصر في الدنيا : الظهور على المشركين ، والحجة عليهم في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 189 ] ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة أي : بالنبات إذا أنبتت ، وليس يعني من ليلتها وإن الله لهو الغني عن خلقه الحميد استوجب على خلقه أن يحمدوه ويمسك السماء أن تقع يعني : لئلا تقع وهو الذي أحياكم من النطف ثم يميتكم ثم يحييكم يعني : البعث لكل أمة جعلنا منسكا أي : حجا وذبحا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر أي : لا يحولنك المشركون عن هذا الذي أنت عليه يقوله للنبي عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية