الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون  أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون  شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام تفسير قتادة : هو شهر رمضان ؛ وكانوا أمروا أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ، ويصلوا ركعتين غدوة ، وركعتين عشية ؛ فكان ذلك بدء الصيام والصلاة . أياما معدودات قال محمد : يجوز أن يكون نصب أياما معدودات على معنى : كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات . فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر قال محمد : يريد : فعليه عدة من أيام أخر ، ويكمل عدة ما فاته . (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين) تفسير ابن عباس : قال : [ ص: 201 ] رخص للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة - وهما يطيقان الصوم - أن يفطرا ؛ إن شاءا ، ويطعما مكان كل يوم مسكينا .  فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون يعني : الشيخ الكبير ، والعجوز الكبيرة ؛ وهما يطيقان الصوم ، ثم نسخ ذلك بقوله بعد هذا : فمن شهد منكم الشهر فليصمه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن قال محمد : يجوز أن يكون شهر رمضان مرفوعا على معنى : والأيام التي كتبت عليكم شهر رمضان . يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر أي : إنما أراد الله برخصة الإفطار في السفر  التيسير عليكم ولتكملوا العدة ولتكبروا الله قال محمد : يعني : ولتعظموا الله ، كذلك جاء عن ابن عباس على ما هداكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية