أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم أي : سنن الذين مضوا من قبلكم .
[ ص: 216 ] قال المعنى : ولما يصبكم مثل الذي أصاب الذين خلوا من قبلكم ؛ وهو الذي أراد يحيى . محمد : مستهم البأساء والضراء البأساء : البؤس ، والضراء : المرض والجراح وزلزلوا أصابتهم الشدة حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله قال من قرأ : محمد : حتى يقول بالرفع - فالمعنى : حتى قال الرسول ، ومن نصب فعلى معنى : حتى يكون من قول الرسول .
قال الله : ألا إن نصر الله قريب قال الحسن : وذلك أن الله وعدهم النصر والظهور ، فاستبطؤوا ذلك ؛ لما وصل إليهم من الشدة ، فأخبر الله النبي عليه السلام والمؤمنين ؛ بأن من مضى قبلكم من الأنبياء والمؤمنين ؛ كان إذا بلغ البلاء منهم هذا ، عجلت لهم نصري ؛ فإذا ابتليتم أنتم بذلك أيضا فأبشروا ؛ فإن نصري قريب .
يسألونك ماذا ينفقون الآية . نزلت هذه الآية قبل أن تنزل آية الزكاة ، ولم يكن ذلك يومئذ شيئا موقتا .
[ ص: 217 ]