الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم  لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 227 ] ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس تفسير الحسن : كان الرجل يقال له : لم لا تبر أباك أو أخاك أو قرابتك أو تفعل كذا لخير ؟ ! فيقول : قد حلفت بالله لا أبره ، ولا أصله ، ولا أصلح الذي بيني وبينه ؛ يعتل بالله ؛ فأنزل الله ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم يعني : الحلف ؛ أي : لا تعتلوا بالله .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : لا تجعلوا الله بالحلف به مانعا لكم من أن تبروا . وهو الذي أراد الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن الحسن بن دينار ، عن الحسن ، عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عبد الرحمن بن سمرة ؛ إذا حلفت على يمين فرأيت خيرا منها ، فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك) .  

                                                                                                                                                                                                                                      لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن همام ، عن عطاء قال : (دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة ، فسألها عبيد عن هذه الآية . فقالت : هو قول أحدكم : لا والله ، وبلى والله) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحسن وقتادة : وهو الخطأ غير العمد ؛ وذلك أن تحلف على الشيء ؛ وأنت ترى أنه كذلك ؛ فلا يكون كما حلفت عليه . ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم تفسير قتادة : يعني : ما تعمدتم به [ ص: 228 ] المأثم ؛ وهذا فيه الكفارة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية