فمن ذلك قول " فوسمت في عجب الذنب حلقة ": يعني بعجب الذنب: طرف الصلب، وهو من ابن آدم: العظم الذي يقعد عليه: وهو العصعص يقال لباطنه: الفحفح، ولظاهره: العجب، وإياه عنى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بقوله: " طلحة بن عبيد الله: يبلى من ابن آدم كل شيء غير عجب الذنب، ومنه يركب الخلق ".
[ ص: 356 ] وأما قول " فقال ابن عباس: العباس: لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه، فأتي بحمار له فكوى جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين ".
فإن الجاعرة من ابن آدم عظم طرف الورك، وهي من كل دابة وحمار حيث يرقمه البيطار.
ومنه قول لبعض الناس وحسر عن ذراعيه: " ليبلغ ذاك منك جاعرتيك " يعني ذلك الموضع منه. ابن عباس
وأما قول عكراش بن ذؤيب: " فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى ".
فإن الأرطى: جمع أرطاة، وهي شجرة تنبت في الرمل لا تكاد تنبت إلا فيه، وهي شجرة مستطيلة الورق، كالخلاف.
وإياها عنى الطرماح بقوله:
وآواه جنح الليل ذرو ألاءة وأرطاة حقف بين كسري سنائن)
وكذلك الأعشى في قوله:يلوذ إلى أرطاة حقف يضمه خريق شمال تترك الوجه أقتما)
وأما قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لنقادة: " لا تحرق وجوه العجم ".
فإن العجم: جمع عجماء، والعجماء: صفة لكل بهيمة، وإنما قيل ذلك لها; لأنها لا تنطق، فتفصح: يقال للذكر: أعجم، وللأنثى عجماء.
ومنه قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " العجماء جرحها جبار ".
[ ص: 357 ] وأما قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لنقادة - إذ قال له: فأين أسم -: " في موضع الجرير من السالفة ".
فإن الجرير: كل حبل مضفور.
ومنه قول الشاعر:
يجرره الصبي بكل سهب ويحبسه على الخسف الجرير
ومن ذلك قول الراجز:
قبحت من سالفة ومن قفا عبد إذا ما رسب القوم طفا)