الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1570 - حدثنا أحمد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب؛ قال: [ ص: 385 ] كان من تحميد داود [صلى الله عليه وسلم] : الحمد لله عدد قطر المطر، وورق الشجر، وتسبيح الملائكة، وعدد ما يكون في البر والبحر. والحمد لله عدد أنفاس الخلق، ولفظهم، وطرقهم،  وظلالهم، وعدد ما عن أيمانهم، وعن شمائلهم، وعدد ما قهره ملكه، ووسعه حفظه، وأحاطت به قدرته، وأحصاه علمه. والحمد لله عدد ما تجري به الرياح، وتحمله السحاب، وعدد ما يختلف به الليل والنهار، وتسير به الشمس والقمر والنجوم. والحمد لله عدد كل شيء أدركه بصره، ونفذ فيه علمه. والحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، والحمد لله الذي أستعفيه فيعافيني. والحمد لله الذي حلم في الذنوب عن عقوبتي، حتى كأن لا ذنب لي، ولو يؤاخذني لم يظلمني سيدي. والحمد لله الذي أرجوه أيام حياتي، وهو ذخري في آخرتي، ولو رجوت غيره؛ لانقطع رجائي. والحمد لله الذي تمسي أبواب الملوك مغلقة دوني وبابه مفتوح [ ص: 386 ] لكل ما شئت من حاجتي، بغير شفيع فيقضيها لي. والحمد لله الذي أخلو به في حاجتي، وأضع عنده سري في أي ساعة شئت. والحمد لله الذي يتحبب إلي وهو غني عني

التالي السابق


الخدمات العلمية