2422 - حدثنا نا إبراهيم الحربي، أبو نصر؛ قال: سمعت يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: [ ص: 95 ] الأصمعي على قبر أبيها رحمه الله؛ فقالت: رحمك الله يا أبة! لقد قمت بالدين حين وهى شعبه، وتفاقم صدعه، ورحبت جوانبه، وبغضت ما أصغوا إليه، وشمرت فيما ونوا عنه، واستخففت من دنياك، ما استوطنوا، وصغرت منها ما عظموا، ولم تهضم دينك، ولم تنس غدك؛ ففاز عند المساهمة قدحك، وخف مما استوزروا ظهرك، حتى قررت الرؤوس على كواهلها، وحقنت الدماء في أهبها - يعني: في الأجساد -؛ فنضر الله وجهك يا أبة! فلقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها، وللآخرة معزا بإقبالك عليها، ولكأن أجل الرزايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك، وأكبر المصائب فقدك؛ فعليك سلام الله ورحمته، غير قالية لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك. عائشة وقفت