وما تحت الثرى وما في قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة. وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصى والرمل والتراب ومثاقيل الجبال وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء لا يخفى عليه من ذلك شيء وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به. والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " وبقوله " وهو معكم أين ما كنتم " وقوله " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " إلى قوله " هو معهم أين ما كانوا " ونحو هذا من متشابه القرآن. [ ص: 29 ]
فقل إنما يعني بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان.
والله أعلم بحده والله عز وجل سميع لا يشك بصير لا يرتاب عليم لا يجهل جواد لا يبخل حليم لا يعجل حفيظ لا ينسى يقظان لا يسهو قريب لا يغفل يتحرك ويتكلم وينظر ويبصر ويضحك ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط ويرحم ويعفو ويفقر ويعطي ويمنع ولله عز وجل عرش وللعرش حملة يحملونه والله عز وجل على عرشه ليس له حد " وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ويوعيها ما أراد وخلق آدم بيده على صورته والسموات والأرض يوم القيامة في كفه ويضع قدمه في النار فتزوى ويخرج قوما من النار بيده، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فيعطيهم ويعرض عليه العباد يوم القيامة ويتولى حسابهم بنفسه لا يلي ذلك غيره عز وجل. وينظر أهل الجنة إلى وجهه يرونه فيكرمهم ويتجلى لهم