الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
728 - ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن صح، فيما أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الضبعي ، نا الحسن بن علي بن زياد ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني محمد بن عتبة الخزاز ، عن حماد بن عمرو الأسدي ، عن حماد بن ثلج ، عن ابن مسعود قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرا ما يخطب كان يقول على المنبر: [ ص: 162 ]

خفض عليك فإن الأمور بكف الإله مقاديرها     فليس بآتيك منهيها
ولا قاصر عنك مأمورها

قال أهل النظر: قوله: "بكف الإله" . أي في ملك الإله وقدرته،  وقد تكون الكف في مثل ما ورد في الخبر المرفوع بمعنى النعمة والله أعلم.

وقوله: "يمين الله ملأى" . يريد كثرة نعمائه قال أبو سليمان رحمه الله: " وقوله: "لا يغيضها نفقة" . يريد: لا ينقصها، وأصله من غاض الماء إذا ذهب في الأرض، ومنه قولهم: هذا غيض من فيض، أي: قليل من كثير". وقوله: "سحاء" ، السح السيلان: يريد كأنها لامتلائها تسيل بالعطاء أبدا. والسح والصب مثل في هذا. وقوله: "بيده الميزان يخفض ويرفع" ، فالميزان ههنا أيضا مثل، وإنما هو قسمته بالعدل بين الخلق، يخفض من يشاء أن يضعه، ويرفع من يشاء أن يرفعه، ويوسع الرزق على من يشاء، ويقتر على من يشاء، كما يصنعه الوزان عند الوزن، يرفع مرة ويخفض أخرى.

التالي السابق


الخدمات العلمية