قال حسن المسوحي: رآني بشر بن الحارث يوما وأنا أرتعد من البرد فنظر إلي وقال:
قطع الليالي مع الأيام في خلق والنوم تحت رواق الهم والقلق أحرى وأجدر بي من أن يقال غدا
إني التمست الغنى من كف مختلق قالوا: رضيت بذا قلت: القنوع غنى
ليس الغنى كثرة الأموال والورق رضيت بالله في عسري وفي يسري
فلست أسلك إلا واضح الطرق
وقال بشر: هلك القراء في هاتين الخصلتين: الغيبة ، والعجب، ورأى بشر في المنام مناديا ينادي: أين السابقون؟ ليقم سفيان الثوري ، ثم نادى ليقم إبراهيم بن أدهم ، ثم نادى، أين السابقون؟ ليقم سليمان الخواص.
وقال بشر: أربعة رفعهم الله بطيب المطعم: وهيب بن الورد ، وإبراهيم بن أدهم ، ويوسف بن أسباط ، وسالم الخواص.
وقال بشر: أوحى الله إلى داود، أني لم أخلق الشهوات إلا للضعفاء من عبادي، فأما الأبطال فما لهم ولها [ ص: 1084 ] .
أخبرنا طراد الزينبي ، في كتابه، أخبرنا أبو الحسن بن بشران ، في كتابه، أخبرنا عثمان بن أحمد السماك ، حدثنا الحسن بن عمرو السبيعي ، قال: سمعت بشر بن الحارث ، يقول: " قال الفضيل بن عياض: إن أردت أن تستريح فلا تنال من أكل الدنيا
قال: وسمعت بشرا ، يقول: قال مالك بن دينار : ادعوا وأمنوا على دعائي: اللهم لا يدخل بيت مالك بن دينار قليلا ولا كثيرا، قولوا آمين
قال: وسمعت بشرا ، يقول: زوج سعيد بن المسيب ابنته على درهمين، وذهب بها في ثيابها حتى هيئتها امرأة من أهله وقال بشر: قال إبراهيم بن أدهم: الجوع يرق القلب.
قال: وسمعت بشرا ، يقول: استطال بن عم الحجاج على مالك بن دينار فأجابه مالك بن دينار فقال له: أتدري ما جرأك علي؟ إنك لم ترزأ لي شيئا، قال بشر: لم يأخذ منه شيئا
قال: وسمعت بشرا ، يقول: جاء موت هذا الذي يقال له: المريسي وأنا في السوق، فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، الحمد لله الذي أماته هكذا، قولوا آمين [ ص: 1085 ] قال: وسمعت بشرا ، يقول: هذا أبو إسحاق الفزاري ، قال: قال لي إبراهيم بن أدهم: مكثت ثلاثة أيام بمكة لم أطعم شيئا حتى لقمت ثلاث لقم من رمل، قال أبو إسحاق: فظننت أنه يريد أن نتقوى به على الطواف
قال: وسمعت بشرا ، يقول: قال الفضيل: خصلتان تقسيان القلب: كثرة النوم ، وكثرة الأكل
قال: وسمعت بشرا ، يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: " اغضب لي أشد مما تغضب لنفسك
قال: وسمعت بشرا ، يقول: من لم يحتمل الغض والأذى لم يقدر أن يدخل فيما يحب
قال: وسمعت بشرا ، يقول: قال مالك بن دينار : اللهم إنك تعلم أني لم أحب البقاء لبطني ولا لفرجي
قال: وسمعت بشرا ، يقول: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال: هو بباب الأمير
قال: وسمعت بشرا ، يقول: لم أر شيئا أفضح لهذا العبد من بطنه [ ص: 1086 ]


