الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - ذكر أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب

أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، حدثنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، حدثنا إبراهيم بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو جعفر محمد بن الصباح ، وعبيد الله القواريري ، وسريج بن يونس ، عن يوسف بن الماجشون واللفظ لابن الصباح ، حدثنا يوسف أبو سلمة [ ص: 187 ] الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي"  قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا، فلقيت سعدا، فحدثني بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته، قلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه، فقال: نعم.

وإلا فسكتا


وفي رواية مصعب بن سعد ، عن سعد ، قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟"   .

وعن سلمة بن الأكوع ، قال: كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر؛ وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان مساء الليلة التي [ ص: 188 ] فتحها الله في صباحها، قال رسول الله: "لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله"، أو قال: "يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه"  فإذا نحن بعلي ، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ففتح الله عز وجل عليه.

وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه" .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتشاوفت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: "امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك"، قال: فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت وصرخ: يا رسول الله: على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" عز وجل.


وفي رواية سهل بن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، [ ص: 189 ] ويحبه الله ورسوله" .

وفي هذه الرواية قالوا: يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع.


وفي هذه الرواية: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.  

التالي السابق


الخدمات العلمية