الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر عن الزهري في قوله: إني أرى في المنام أني أذبحك  قال: أخبرني القاسم بن محمد أنه اجتمع أبو هريرة ، وكعب فجعل أبو هريرة يحدث كعبا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل كعب يحدث أبا هريرة عن الكتب، فقال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني [ ص: 151 ] خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة  ، فقال له كعب: أأنت سمعت هذا من رسول الله؟ قال: نعم، قال كعب : فداه أبي وأمي، أو فدى له أبي وأمي، أفلا أخبرك عن إبراهيم إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: غدا به لبعض حاجته، فقال: إنه لم يغد به لحاجة، إنما ذهب به ليذبحه، قالت: ولم يذبحه؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قالت: فقد أحسن أن يطيع ربه، فخرج الشيطان في أثرهما، فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لحاجته، قال: إنما يذهب بك ليذبحك، قال: لم يذبحني؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قال: فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن، قال: فتركه ولحق بإبراهيم فقال: أين غدوت بابنك؟ فقال: لحاجة، قال: فإنك لم تغد به لحاجة، إنما غدوت به لتذبحه، قال: ولم أذبحه؟ قال: إن ربك أمرك بذلك، قال: فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن، قال: فتركه ويئس أن يطاع ، قال: فلما أسلما  قال معمر ، وقال قتادة : فلما أسلما أمر الله بينهما وتله للجبين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن جريج في قوله: فلما أسلما وتله للجبين قال: وضع وجهه للأرض قال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني، فلا [ ص: 152 ] تجهز علي، أو أن أجزع، فأركض فأمتنع منك، ولكن اربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي إلى الأرض، فأما أنت فلا تنظر في وجهي، وأما أنا فإن جزعت لم أمتنع منك، قال: وقال مجاهد : هو إسماعيل كان ذلك بمنى في منحر الناس، ربط يديه إلى رقبته، ووضع وجهه للأرض وأدخل الشفرة، فإذا هي لا تحز، فسمع النداء، فنظر فإذا هو بالكبش فأخذه فذبحه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال: وقال عبيد بن عمير : هو إسحاق وكان ذلك بالشام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية