الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، قال: تلا علي وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا  قال: حتى إذا جاءوها وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان،  فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا فيها، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا كأنما دهنوا بالدهان، ثم عمدوا إلى الأخرى، فشربوا منها فطهرت أجوافهم، وغسلت كل قذر فيهم، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وتتلقاهم الولدان يطيفون بهم، كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقولون: أبشر أعد الله لك كذا وكذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه، فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول: أنت رأيته؟ فيقول: نعم، فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها، ثم ترجع فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ بين أحمر وأصفر وأخضر من كل لون، ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك له لألم أن يذهب بصره، إنما هو مثل البرق فيقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي مثله، إلا أنه يزيد وينقص في اللفظ والمعنى واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق أن الأغر حدثه عن أبي سعيد [ ص: 177 ] الخدري ، وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم ينادي مناد: أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا،  وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وأن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا، فذلك قوله تعالى: ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود ، قال: إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم،  ومن تحت سبعين حلة، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية