الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل  قال: الفقير: من به زمانة، والمسكين: الصحيح المحتاج .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر نا الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحل الصدقة إلا لخمس: العامل عليها، أو لرجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في [ ص: 279 ] سبيل الله، أو مسكين تصدق عليه منها فأهدى منها لغني   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة أن امرأة أهدت لها رجل شاة تصدق بها عليها، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبلها   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، قال: أخبرني محمد بن أبي زياد أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة والحسن بن علي في حجره، فلما فرغ حمله النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه فسال لعابه على خد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم إليه رأسه فإذا تمرة في فيه، فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده فانتزعها منه، ثم قال له: أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن أبي جهضم سالم البصري ، عن رجل عن ابن عباس ، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم -ولا أقول نهاكم- أن ننزي حمارا على فرس، وأمرنا أن نسبغ الوضوء، ولا نأكل الصدقة   .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 280 ] عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عطاء بن السائب ، قال: حدثتني أم كلثوم ابنة علي قال: وأتيتها بصدقة كان أمر بها، فقالت: أخذت شيئا؟ فإن ميمون أو مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا ميمون أو قال يا مهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة، وإن موالينا من أنفسنا؛ فلا تأكل الصدقة   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن يزيد بن حيان التميمي ، قال: سمعت زيد بن أرقم وقيل له: من آل محمد؟ قال: من حرم الصدقة، قال: قيل: من؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب ، قال: ليس المسكين بالذي لا مال له، ولكن المسكين الأخلق الكسب   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد في قوله تعالى: والغارمين قال: من احترق بيته، وذهب السيل بماله، وأدان على عياله .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن هارون بن رئاب ، عن كنانة العدوي ، قال: [ ص: 281 ] كنت جالسا عند قبيصة بن المخارق إذ جاءه نفر من قومه يستعينونه في نكاح رجل من قومه فأبى أن يعطيهم شيئا، فانطلقوا من عنده قال كنانة : فقلت له: أنت سيد قومك، أتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا، قال: لو عصبه بقد حتى يفحل لكان خيرا له من أن يسأل في هذا، وسأخبرك عن ذلك، إني تحملت بحمالة في قومي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا نبي الله، إني تحملت بحمالة في قومي، وأتيتك لتعينني فيها، قال: بل نحملها عنك يا قبيصة ونؤديها إليهم من الصدقة، ثم قال: إن المسألة حرمت إلا في ثلاث:  في رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فيسأل حتى يصيب قواما من عيشه، ثم يمسك، وفي رجل أصابته حاجة حتى يشهد له ثلاثة نفر من ذوي الحجا من قومه أن المسألة قد حلت له، فيسأل حتى يصيب القوام من العيش، ثم يمسك، وفي رجل تحمل بحمالة فيسأل حتى إذا بلغ أمسك، وما كان غير ذلك فإنه سحت يأكله صاحبه سحتا .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير أن المؤلفة قلوبهم من بني هاشم : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، ومن بني أمية : أبو سفيان بن حرب ، ومن بني مخزوم : الحارث بن هشام ، وعبد الرحمن بن يربوع ، ومن بني جمح : صفوان بن أمية ، ومن بني عامر بن لؤي : سهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد [ ص: 282 ] العزى ، ومن بني أسد بن عبد العزى : حكيم بن حزام ، ومن بني سهم : عدي بن قيس ، ومن بني فزارة : عيينة بن حصن بن بدر / ومن بني تميم : الأقرع بن حابس ، ومن بني نصر : مالك بن عوف ، ومن بني سليم : العباس بن مرداس ، ومن ثقيف : العلاء بن جارية أعطى النبي صلى الله عليه وسلم كل رجل منهم مائة ناقة إلا عبد الرحمن بن يربوع ، وحويطب بن عبد العزى فإنه أعطى كل واحد منهما خمسين ناقة .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال صفوان بن أمية : لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي .  

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية