الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر في قوله تعالى: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا  قال: قلت للزهري : ما بال الأعمى ذكر ها هنا والأعرج والمريض؟ قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون: قد أحللنا أن تأكلوا مما في بيوتنا، فكانوا يتحرجون من ذلك يقولون: لا ندخلها وهم غيب؛ فأنزلت هذه الآية رخصة لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن مطر الوراق ، قال: كنا نأخذ غداءنا وعشاءنا إلى منزل سعيد بن أبي عروبة فنأكل عنده .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال: كان الرجل يذهب بالأعمى أو الأعرج أو المريض إلى بيت أخيه، أو بيت أبيه، أو بيت أخته، أو عمته، أو خاله، أو خالته، فكان الزمنى يتحرجون من ذلك  يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم؛ فنزلت هذه الآية رخصة لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى: أو ما ملكتم مفاتحه مما يختزن ابن آدم أو صديقكم قال: إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته لم يكن بذلك بأس.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 65 ] قال معمر ، وقال قتادة : عن عكرمة ، قال: إذا ملك الرجل المفتاح فهو خازن، فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير، قال معمر : ودخلت على قتادة فقلت له: أشرب من هذا الجب -لجب فيه ماء-؟ فقال: أنت لنا صديق.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الكلبي في قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا قال: كانوا إذا اجتمعوا ليأكلوا طعاما عزلوا للأعمى على حدة، والأعرج على حدة، والمريض على حدة، كانوا يتحرجون أن يتفضلوا عليهم؛ فنزلت هذه الآية رخصة لهم: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : نزلت: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا في حي من العرب كان الرجل منهم لا يأكل طعامه وحده، وكان يحمله بعض يوم حتى يجد من يأكل معه، قال معمر : وأحسبه ذكر أنهم من بني كنانة .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، وقال قتادة في قوله تعالى: فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله قالا: بيتك إذا دخلته فقل: سلام عليكم   .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: نا الثوري ، عن أبي سنان ، عن ماهان في قوله تعالى: فسلموا على أنفسكم قال: إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل: سلام علينا من ربنا.  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 66 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أخبرني الثوري ، عن عبد الكريم بن أبي أمية ، عن مجاهد ، قال: إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل: بسم الله، والحمد لله، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله تعالى: فسلموا على أنفسكم قال: هو المسجد إذا دخلته فقل: سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، والحسن ، والكلبي في قوله: فسلموا على أنفسكم قال: يسلم بعضكم على بعض كقوله ولا تقتلوا أنفسكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية