قوله جل وعز : وليعلم الذين نافقوا   إلى قوله : أو ادفعوا   . 
 1158  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  ، قال : حدثنا أحمد بن محمد  ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد  ، عن محمد بن إسحاق   : وليعلم الذين نافقوا  ، أي : ليطهر ما فيكم ، وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا  يعني : عبد الله بن أبي  وأصحابه ، الذين رجعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين سار رسول الله إلى عدوه من المشركين بأحد  [ ص: 482 ]  . 
 1159  - حدثنا موسى  ، قال : حدثنا  إسحاق بن راهويه  ، قال : أخبرنا عيسى  ، قال : حدثنا سليمان الطائفي  ، عن أبي حازم  ، قال : سمعت  سهل بن سعد  يقول : لو بعت داري فلحقت بثغر من ثغور المسلمين ، فكنت بين المسلمين وبين عدوهم ، قلت : كيف وقد ذهب بصرك ؟ ! قال : ألم تسمع إلى قول الله عز وجل : تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا  ، أسود مع الناس ، ففعل  . 
 1160  - حدثنا  يحيى بن محمد بن يحيى  ، قال : حدثنا  أبو الربيع الزهراني  ، قال : حدثنا  حفص بن أبي داود  ، عن  كثير بن شنظير  ، عن  مجاهد  ، عن  ابن عباس  ، في قوله عز وجل : تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا  قال : تكثروا بأنفسكم وإن لم تقاتلوا  . 
 1161  - حدثنا  يحيى بن محمد بن يحيى  ، قال : حدثنا  أبو الربيع الزهراني  ، قال : حدثنا  يعقوب يعني : ابن عبد الله القمي  قال : أخبرنا شعيب بن سليمان  ، عن  الضحاك بن مزاحم  في قوله عز وجل : تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا  قال : كونوا سوادا أو كثروا  . 
 1162  - حدثنا  علي بن المبارك  ، قال : حدثنا زيد  ، قال : حدثنا ابن ثور  ، عن  ابن جريج  في قوله عز وجل : أو ادفعوا  بكثرتكم العدو ، وإن لم يكن قتال  [ ص: 483 ]  . 
قوله جل وعز : قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم   . 
 1163  - قال أبو بكر   : وجدت في كتابي ، عن زكريا  قال : حدثنا  الحسن بن محمد الزعفراني  ، قال : حدثنا حجاج  ، عن  ابن جريج  ، أخبرني ابن كثير  أن  مجاهدا  ، ابتدأه فأخبره عن قوله عز وجل : قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم  لو نعلم أنا واجدون معكم مكان قتال ، لاتبعناكم  . 
 1164  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  ، قال : حدثنا أحمد بن محمد  ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد  ، عن محمد بن إسحاق   : قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم  ، يعني : عبد الله بن أبي  وأصحابه ، الذين رجعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين سار إلى عدوه من المشركين بأحد ، وقولهم : لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم ، ولدافعنا عنكم ، ولكنا لا نظن أن يكون قتال فأظهر منهم ما كانوا يخفون في أنفسهم ، يقول الله جل ذكره : للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان   . 
 1165  - أخبرنا  علي بن عبد العزيز  ، قال : حدثنا الأثرم  ، عن  أبي عبيدة   : لو نعلم قتالا  ، لو نعرف قتالا  [ ص: 484 ]  . 
 1166  - أخبرنا  علي بن عبد العزيز  ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد  ، عن محمد بن إسحاق  ، عن  ابن شهاب الزهري  ، ومحمد بن يحيى بن حبان  ،  وعاصم بن عمر بن قتادة  ، والحصين بن عبد الرحمن  ، وغيرهم من علمائنا وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قال : خرجت قريش  حتى نزلوا بعينين : جبل ببطن السبخة  من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة  ، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله : إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة  وتدعوهم حيث نزلوا ، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام ، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها . وقال عبد الله بن أبي   : يا رسول الله أقم بالمدينة  ، ولا نخرج إليهم ، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا  ، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منهم ، فدعهم يا رسول الله ، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا ! . 
فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم ، حتى دخل رسول الله فلبس لأمته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ألف رجل ، من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة  وأحد تحول عنه عبد الله بن أبي بن سلول  بثلث الناس ، وقال : أطاعهم وعصاني ، والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس ؟ ! فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق ، وأهل الريب ، واتبعهم عبد الله بن عمر بن حرام  ، أخو بني سلمة  ، يقول : يا قوم  [ ص: 485 ] أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند ما حضرهم عدوهم ! ! قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أن يكون قتال . 
فلما استعصوا عليه ، وأبوا إلا الانصراف عنهم ، قال : أبعدكم الله ، أي أعداء الله ! ! فيستغني الله عنكم ! ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
قال  ابن إسحاق   : وكان عبد الله بن أبي بن سلول   -كما حدثني  ابن شهاب الزهري   - له مقام يقومه ، في كل جمعة ، لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه ، وكان فيهم شريفا ، إذ جلس رسول الله يوم الجمعة ، ليخطب الناس قال : فقال : أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم ، أكرمكم الله به وأعزكم به ، فانصروه وعزروه ! واسمعوا وأطيعوا ! ثم يجلس ، حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ، ورجع الناس قام يفعل كما كان يفعل ، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه ، وقالوا : اجلس يا عدو الله ! لست لذلك بأهل ! قد صنعت ما صنعت ! . 
فخرج يتخطى رقاب الناس ، ويقول : والله لكأنما قلت بجرا إن قمت أسدد أمره ، فلقيه رجل عند باب المسجد ، فقال : ما لك ؟ فقال قمت أسدد أمره ، فوثب علي أصحابه يجذبوني ويعنفوني كأني قلت : بجرا ، قال : ويلك ! ارجع يستغفر لك رسول الله ! فقال : والله ما أبتغي أن يستغفر لي ! . 
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص ، اختبر الله به المؤمنين ، ومحص به المنافقين ، ممن يظهر الإيمان بلسانه ، وهو مستخف بالكفر في قلبه  !  [ ص: 486 ]  . 
قوله جل وعز : للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان   . 
 1167  - حدثنا علي  ، قال : حدثنا أحمد  ، قال : حدثنا إبراهيم  ، عن  ابن إسحاق   : يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم  أي : يظهرون لكم الإيمان ، وليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون  أي : مما يخفون  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					