الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله عز وجل: إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا   .

        1908 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: حدثنا ابن المبارك ، قال: أخبرنا حاجب بن عمر ، عن الحكم ، عن الأعرج ، قال: قال [ ص: 758 ] أبو هريرة : يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال، ضرسه مثل أحد ، وشفاههم عند سررهم، سود زرق مقبوحون.

        1909 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، أن عديا -رجلا من أهل الكوفة - أتى كعبا -وهو مريض- فقال: يا كعب حدثنا حديث النار! قال: أولم يبلغك حديث النار؟! وكان متكئا فازدحف، فقال: والذي نفس كعب بيده: لو كانت بالمشرق، وكنت بالمغرب ثم كشف عنها غطاؤها لخرج دماغك من منخريك، من شدة حرها!.

        ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان يقول: اذكروا لهم النار، لعلهم يعرفون أن حرها شديد، وأن قعرها بعيد، وأن شرابها صديد، وأن مقامعها حديد.  

        1910 - أخبرنا علي ، عن الأثرم ، عن أبي عبيدة : نصليهم نارا نشويهم بالنار وننضجهم ، يقال: أتانا بالحمل مصلى، أي: مشوي، وذكر أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية ، أي: مشوية.

        قوله جل وعز: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها .

        1911 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا الحكم بن موسى ، قال: حدثنا شهاب بن خراش ، قال: حدثني عاصم بن أبي النجود ، قال: حدثني زر ، عن [ ص: 759 ] عبد الله ، قال: إنه تسمع للهوام جلبة بين أطباق جلد الكافر كما تسمع جلبة الوحش في البر.

        1912 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا جرير ، وأبو معاوية ، قالا: حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال: قال لي عبد الله : أتدري كم عرض جلد الكافر  ؟ فقلت: لا. قال: هو أربعون ذراعا بذراع الخباز.

        1913 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله عز وجل: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال: تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم، حتى تفضي النار إلى العظام، ويبدلون جلودا غيرها، فيذيقهم الله شديد العذاب، فذلك دائم لهم أبدا، بتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بآيات الله.

        1914 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا أبو خيثمة ، قال: حدثنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا هشام ، عن الحسن ، في قوله عز وجل: [ ص: 760 ] كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال: بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية