والموضع الآخر في سورة العنكبوت ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم فيه ثلاثة أقوال من العلماء من قال هو منسوخ ومنهم من قال هو محكم يراد به من آمن منهم ومنهم من قال هو محكم يراد به ذوو العهد منهم فمن قال هو منسوخ احتج بأن الآية مكية فنسخ هذا بالأمر بالقتال. قوله عز وجل:
746 - كما حدثنا ، قال حدثني محمد بن جعفر الأنباري ، قال: حدثنا موسى بن هارون حسين ، قال: حدثنا شيبان ، عن ، قتادة ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قال: " نسختها: في قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .
[ ص: 577 ] والقول الثاني قول ابن زيد قال: 747 - لا يجادل المؤمنون منهم إذا أسلموا لعلهم يحدثون بالشيء فيكون كما قالوا: إلا الذين ظلموا منهم من أقام على الكفر يجادل ويقال له الشر " والقول الثالث قول مجاهد:
748 - ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم "من قاتل ولم يعط الجزية" .
قال فمن قال: هي منسوخة احتج بأنها مكية وقول أبو جعفر: حسن لأن أحكام الله عز وجل لا ينبغي أن يقال فيها إنها منسوخة إلا بخبر يقطع العذر أو حجة من معقول فيكون المعنى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالقول الجميل أي بالدعاء إلى الله عز وجل والتنبيه على حججه وإذا حدثوكم بحديث يحتمل أن يكون كما قالوا فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فهذا الذي هو أحسن ويدل على صحته أنه: مجاهد
749 - قرئ على ، عن أحمد بن شعيب ، عن محمد بن المثنى عثمان هو ابن عمر قال: حدثنا علي وهو ابن المبارك ، قال: حدثنا عن يحيى وهو ابن أبي كثير أبي سلمة ، ، قال كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة [ ص: 578 ] بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" . "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم عن
قال ويكون الذين ظلموا كما قال أبو جعفر: أهل الحرب وإن كان الكفار كلهم ظالمين لأنفسهم فإنما التقدير هاهنا إلا الذين ظلموا منهم أهل الإيمان وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا من القرآن وإليكم من التوراة والإنجيل والزبور وإلهنا وإلهكم واحد أي معبودنا واحد لا ما اتخذتموه إلها ونحن له مسلمون أي خاضعون متذللون لما أمرنا به ونهانا عنه. مجاهد
[ ص: 579 ]