الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
والقول الثاني: عن جماعة من جلة الصحابة والتابعين :

755 - كما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا جعفر بن سليمان ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال: حدثنا عمر بن أبي بكر الموصلي ، قال حدثني المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، عن أم سلمة، قالت: " لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء من شاء إلا ذات محرم  وذلك قول الله عز وجل ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " .

وهذا والله تعالى أعلم أولى ما قيل في الآية وهو وقول عائشة واحد في النسخ .

[ ص: 588 ] وقد يجوز أن تكون عائشة أرادت أحل له ذلك بالقرآن وهو مع هذا قول علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن عباس ، وعلي بن الحسين ، والضحاك وقد عارض بعض الفقهاء الكوفيين فقال محال أن تنسخ هذه الآية يعني ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء لا يحل لك النساء من بعد وهي قبلها في المصحف الذي أجمع المسلمون عليه وقوى قول من قال نسخت بالسنة لأنه مذهب بعض الكوفيين .

قال أبو جعفر: وهذه المعارضة لا تلزم وقائلها غالط لأن القرآن بمنزلة سورة واحدة كما صح عن ابن عباس :

[ ص: 589 ] 756 - "أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان"  ويبين لك أن اعتراض هذا لا يلزم قوله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج منسوخة على قول أهل التأويل لا نعلم بينهم خلافا بالآية التي قبلها والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا

التالي السابق


الخدمات العلمية