الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أصل سادس:

318 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، وعلي بن حمشاذ ، وجعفر بن محمد الخلدي ، وعمرو بن محمد العدل ، وأبو بكر بن بالويه ، والحسن بن محمد الأزهري ، قال الإمام: أخبرنا، وقالوا: حدثنا عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال: حدثنا محمد بن سليمان الذهلي قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: قدمت مكة، فوجدت بها أبا حنيفة ، وابن أبي ليلى ، وابن شبرمة.

فسألت أبا حنيفة ، فقلت: ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا؟  قال: البيع باطل، والشرط باطل.

ثم أتيت ابن أبي ليلى ، فسألته، قال: البيع جائز، والشرط باطل.

ثم أتيت ابن شبرمة ، فسألته، فقال: البيع جائز والشرط جائز.

فقلت: يا سبحان الله، ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم علي في مسألة واحدة، فأتيت أبا حنيفة فأخبرته، فقال: ما أدري ما قالا، حدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله: نهى عن بيع وشرط،  البيع باطل والشرط باطل.

ثم أتيت ابن أبي ليلى فأخبرته، فقال: ما أدري ما قالا، حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة فأعتقها ، البيع جائز والشرط باطل.

ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته، فقال: ما أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام ، عن محارب بن دثار ، عن جابر ، قال: بعت من النبي صلى الله [ ص: 394 ] عليه وآله ناقة: وشرط لي حملانها إلى المدينة ، البيع جائز والشرط جائز.

قال أبو عبد الله: قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لحديث كثير يطول شرحه في هذا الكتاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية