الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة ، من أهل الكوفة ، يروي عن : يحيى بن سعيد الأنصاري ، روى عنه : بشر بن الوليد وأهل العراق ، وكان شيخا متقنا ، لم يكن يسلك مسلك صاحبيه إلا في الفروع ، وكان يبانيهما في الإيمان والقرآن ، حدثني الحسن بن محمد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم القاص ، ثنا قتيبة بن سعيد قال : سمعت أبا يوسف يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، حدثنا محمد بن [ ص: 646 ] إسحاق الثقفي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا محمود بن غيلان ، ثنا محمد بن سعيد بن مسلم الباهلي ، عن أبيه قال : سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة ، فقال : ما تصنع به قد مات جهميا ، قال أبو حاتم رضي الله عنه : لسنا ممن يوهم الرعاع ما لا يستحله ، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا ، بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه ، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح ، أدخلنا زفرا وأبا يوسف بين الثقات لما تبين عندنا من عدالتهما في الأخبار ، وأدخلنا من لا يشبههما في الضعفاء مما صح عندنا مما لا يجوز الاحتجاج به ، ومات أبو يوسف سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائة بخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر ، ولأبي يوسف ابن يقال له : يوسف بن يعقوب القاضي ، مات في رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة ، سمعت ابن قحطبة يقول : سمعت محمد بن الصباح يقول : وقيل له : لم لم تكتب عن هشيم ؟ قال : لأني انصرفت يوما من مجلس هشيم فسألت مسألة فلم أحسنها ، فتركت هشيما ولزمت أبا يوسف ، فكان أبو يوسف رجلا [ ص: 647 ] صالحا ، وكان يسرد الصوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية