الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم كانت سرية القردة  

وذلك أن قريشا قالت: قد عور علينا محمد متجرنا وهو على طريقنا، وإن أقمنا بمكة أكلنا رؤوس أموالنا، فقال أبو زمعة بن الأسود بن المطلب: أنا أدلكم على رجل يسلك بكم طريقا ينكب عن محمد وأصحابه، لو سلكها مغمض العينين لاهتدى، فقال صفوان بن أمية: من هو؟ قال: فرات بن حيان العجلي، وكان دليلا، فاستأجره صفوان بن أمية، وخرج بهم في الشتاء، وسلك بهم على ذات عرق [ ص: 219 ] ثم على غمرة، فلما بلغ الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة في جمادى الأولى، فاعترض العير فظفر بها، وأفلت أعيان القوم، وأسر فرات بن حيان العجلي، وكان له مال كثير وأواق من فضة، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم على من حضر الواقعة، وأخذ الخمس عشرين ألفا، وأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فرات بن حيان فرجع إلى مكة .

ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر بن الخطاب،  قال عمر بن الخطاب : لما تأيمت حفصة لقيت عثمان بن عفان، فعرضتها [ ص: 220 ] عليه، فقال: إن شئت زوجتك حفصة، قال: سأنظر في ذلك، فمكث ليالي ثم لقيني، فقال: بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت له: إن شئت زوجتك حفصة، فصمت أبو بكر، ولم يرجع إلي بشيء، فكنت على أبي بكر أوجد مني على عثمان، ثم مكثت ليالي فخطبها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت في نفسك؟ فقلت: نعم، فقال أبو بكر: لم يمنعني أن أرجع إليك فيها بشيء إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان ذكرها، فلم أكن أفشي سره، ولو تركها قبلتها .

ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني هلال، التي يقال لها: أم المساكين،  ودخل بها حيث تزوجها في أول شهر رمضان، وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث، فطلقها، ثم ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان، وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين، وحلق رأسه، وأمر أن يصدق بوزن شعره فضة على الأوقاص من المساكين.  

التالي السابق


الخدمات العلمية