الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثاني : في بيان كذبه وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - [1] .

                  قوله : " فبعضهم [2] . طلب الأمر لنفسه بغير حق ، وبايعه أكثر الناس طلبا للدنيا " .

                  وهذا إشارة إلى أبي بكر فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس ، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه لا بحق ولا بغير حق ، بل قال : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة . قال عمر : فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي [ من ] [3] . أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . وهذا اللفظ في الصحيحين [4] \ 247 .

                  [ ص: 51 ] [ وقد روي ] [5] . عنه أيضا [6] . أنه قال : أقيلوني أقيلوني [7] ، فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم ، كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار : أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكر ذلك أحد ، وهذا أيضا في الصحيحين [8] . . والمسلمون اختاروه كما قال [ النبي ] [9] . - صلى الله عليه وسلم - في [ الحديث ] [10] الصحيح لعائشة : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي " . ثم قال : " يأبى الله

                  [ ص: 52 ] والمؤمنون ( * إلا أبا بكر [11] ، فأبى الله وعباده المؤمنون * ) [12] . أن يتولى [13] . غير أبي بكر ، فالله هو ولاه قدرا وشرعا ، وأمر المؤمنين بولايته ، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه " .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية