الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثالث : أن ما ذكره من [1] الصفات والقدر ليس من خصائص الشيعة ، ولا هم أئمة القول به ، ولا هو شامل لجميعهم ، بل أئمة ذلك هم [ ص: 101 ] المعتزلة ، وعنهم أخذ ذلك متأخرو الشيعة . وكتب الشيعة مملوءة بالاعتماد في ذلك على طرق [2] المعتزلة ، وهذا كان من أواخر المائة الثالثة ، وكثر في المائة الرابعة لما صنف لهم المفيد وأتباعه كالموسوي والطوسي [3] .

                  وأما قدماء الشيعة فالغالب عليهم ضد هذا القول ، كما هو قول الهشامين [4] وأمثالهما ، فإن كان هذا [5] القول حقا أمكن القول به وموافقة المعتزلة مع إثبات خلافة الثلاثة ، وإن كان باطلا فلا حاجة إليه ، وإنما [ ص: 102 ] ينبغي أن يذكر ما يختص بالإمامة [6] ، كمسألة إثبات الاثنى عشر وعصمتهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية