وأما قوله [1]  : " وأن [2] أفعاله محكمة واقعة [3] لغرض ومصلحة [4] وإلا لكان عابثا " . 
فقد تقدم أن لأهل [5] السنة الذين ليسوا بإمامية قولين في تعليل أفعال الله [ تعالى ]  [6] وأحكامه ، وأن الأكثرين على التعليل [7] ، والحكمة هل هي منفصلة عن الرب [ لا تقوم به ] [8] ، أو قائمة به مع ثبوت الحكم المنفصلة أيضا ؟ [ فيه قولان لهم ] [9]  . وهل [10] تتسلسل الحكم أو لا تتسلسل ؟ أو تتسلسل في المستقبل دون الماضي ؟ هذا فيه أقوال [ لهم ] [11]  . 
 [ ص: 314 ] وأما لفظ " الغرض " فتطلقه طائفة من أهل الكلام [ كالقدرية   . وطائفة من المثبتين للقدر أيضا يقولون : إنه يفعل لغرض ، كما ذكر ذلك من يذكره من مثبتة القدر : أهل التفسير والفقه وغيرهم . ولكن الغالب على الفقهاء وغيرهم من المثبتين للقدر أنهم لا يطلقون لفظ " الغرض " وإن أطلقوا لفظ الحكمة لما فيه من إيهام الظلم والحاجة ، فإن الناس إذا قالوا : فلان فعل هذا لغرض ، وفلان له غرض مع فلان ، كثيرا ما يعنون بذلك المراد المذموم من ظلم وفاحشة أو غيرهما ، والله تعالى منزه عن أن يريد ما يكون مذموما بإرادته   ] [12]  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					