الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما قوله [1] : " وأن [2] أفعاله محكمة واقعة [3] لغرض ومصلحة [4] وإلا لكان عابثا " .

                  فقد تقدم أن لأهل [5] السنة الذين ليسوا بإمامية قولين في تعليل أفعال الله [ تعالى ] [6] وأحكامه ، وأن الأكثرين على التعليل [7] ، والحكمة هل هي منفصلة عن الرب [ لا تقوم به ] [8] ، أو قائمة به مع ثبوت الحكم المنفصلة أيضا ؟ [ فيه قولان لهم ] [9] . وهل [10] تتسلسل الحكم أو لا تتسلسل ؟ أو تتسلسل في المستقبل دون الماضي ؟ هذا فيه أقوال [ لهم ] [11] .

                  [ ص: 314 ] وأما لفظ " الغرض " فتطلقه طائفة من أهل الكلام [ كالقدرية . وطائفة من المثبتين للقدر أيضا يقولون : إنه يفعل لغرض ، كما ذكر ذلك من يذكره من مثبتة القدر : أهل التفسير والفقه وغيرهم . ولكن الغالب على الفقهاء وغيرهم من المثبتين للقدر أنهم لا يطلقون لفظ " الغرض " وإن أطلقوا لفظ الحكمة لما فيه من إيهام الظلم والحاجة ، فإن الناس إذا قالوا : فلان فعل هذا لغرض ، وفلان له غرض مع فلان ، كثيرا ما يعنون بذلك المراد المذموم من ظلم وفاحشة أو غيرهما ، والله تعالى منزه عن أن يريد ما يكون مذموما بإرادته ] [12] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية