التاسع [1]  : قوله : لم يجعلوه عالما لذاته [ ولا ] [2] قادرا لذاته   : إن أراد أنهم لم يجعلوه [3] عالما قادرا لذات مجردة [ عن العلم والقدرة - كما يقول نفاة الصفات : إنه ذات مجردة ] [4] عن الصفات - فهذا صحيح [ وهو عين  [ ص: 493 ] الحق ] [5] لأن الذات المجردة عن العلم والقدرة لا حقيقة لها في الخارج ، ولا هي الله [6] ، ولا تستحق العبادة ، وإن أراد أنهم لم يجعلوه عالما قادرا لذاته المستلزمة للعلم والقدرة فهذا غلط عليهم ، بل نفس ذاته الموجبة لعلمه وقدرته هي التي أوجبت كونه عالما قادرا ، وأوجبت علمه وقدرته ، وجعلت العلم والقدرة توجب كونه عالما قادرا ، فإن كل هذه الأمور متلازمة ، وذاته المتصفة بهذه الصفات هي الموجبة لهذا كله ، لا تفتقر [7] في ذلك إلى شيء مباين لها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					