الوجه الخامس : أن يقال : قوله : إنها موقوفة على أن كل من صدقه [ ص: 95 ] الله [1] فهو صادق ، إنما يصح أن لو كان المعجز [2] بمنزلة التصديق بالقول ، وهذا فيه نزاع . فمن الناس من يقول : بل هي بمنزلة إنشاء الرسالة ، والإنشاء لا يحتمل [3] التصديق والتكذيب ، فقول القائل لغيره : أرسلتك أو وكلتك أو نحو [4] ذلك إنشاء ، وإذا كانت دلالة المعجزة على إنشاء الرسالة [5] لم يكن ذلك موقوفا على أنه لا يفعل إلا لغرض ، و لا على أنه لا يفعل القبائح ، فإن الإنشاء كالأمر والنهي [6] ونحو ذلك .