الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الرابع : أن يقال : أهل السنة لا ينكرون أن يكون دعاء العبد [ ص: 214 ] لربه واستعاذته به سببا لنيل المطلوب ودفع المرهوب ، كالأعمال الصالحة التي أمروا بها ، فهم إذا استعاذوا بالله [1] من الشيطان ، كان نفس استعاذتهم به سببا [2] لأن يعيذهم من الشيطان . وقد يوجد في بعض [3] المخلوقين من الظلمة القادرين [4] من يأمر بضرر [5] غيره ظلما وعدوانا ، فإذا استجار به مستجير وذل له ؛ دفع عنه ذلك الظالم الذي أمره هو بظلمه . ولله المثل الأعلى ، وهو المنزه عن الظلم ، وهو أرحم الراحمين ، [ وهو أرحم بعباده ] [6] من الوالدة بولدها ، فكيف يمتنع أن يستعاذ به من شر أسباب الشر التي قضاها بحكمته ؟

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية