الوجه الرابع : أن يقال : ، كالأعمال الصالحة التي أمروا بها ، فهم إذا استعاذوا بالله أهل السنة لا ينكرون أن يكون دعاء العبد [ ص: 214 ] لربه واستعاذته به سببا لنيل المطلوب ودفع المرهوب [1] من الشيطان ، كان نفس استعاذتهم به سببا [2] لأن يعيذهم من الشيطان . وقد يوجد في بعض [3] المخلوقين من الظلمة القادرين [4] من يأمر بضرر [5] غيره ظلما وعدوانا ، فإذا استجار به مستجير وذل له ؛ دفع عنه ذلك الظالم الذي أمره هو بظلمه . ولله المثل الأعلى ، وهو المنزه عن الظلم ، وهو أرحم الراحمين ، [ وهو أرحم بعباده ] [6] من الوالدة بولدها ، فكيف يمتنع أن يستعاذ به من شر أسباب الشر التي قضاها بحكمته ؟